زمان كان الحب بين الأحبة رسائل....ففي مصر القديمة كان العاشق يحضر ورق البردي ويقوم بتنشيفه ويأتي بأقلام البوص ويكتب لحبيبته رسالة الآتي نصها:
حبيبتي نفروست ..بنت أخويا الملك بتاح حتب .. اليوم رأيتك وأنت تقفين عند نهرنا العظيم فتلصصت عليك واختبأت خلف الكوخ , ورأيتك وأنت تغتسلين وبصراحة خشيت أن يراني أحد , وانصرفت مسرعا كي أصيد غزالا كي تأكليه أنت وأسرتك التي تتضور جوعا منذ ثلاثة أيام أيتها الحبيبة الغالية ذات الكعوب الوردية والضفاير المتحنية متي يجمعنا كوخ واحد وننجب ذرية..
إمضاء / عمك رمسيس الرابع ملك الإنجازات الحلزونية
و تمر الأيام ...وتأتي الدولة الرومانية ।بنات حلوين زي الشربات , عيون إيه وشعر إيه , والحب كان علي عينك ياتاجر , لكن ساعات الجنود كانوا بيسافروا في الحروب , وتظل الزوجات في حالة انتظار , وقلق علي الأزواج فكانت كل زوجة تقوم بتربية جوز حمام مدرب علي السفر وحمل الرسائل , وهذه إحدي الرسائل التي أرسلتها زوجة رومانية لزوجها الغائب عنها ست شهور تقول فيها:
زوجي الحبيب॥أرسل لك رسالتي عبر الحمام ..وهو وسيلتي الوحيدة في الغرام.. وأخبرك أن حالي تمام التمام ؛ لكن أخيك عبد السلام طلع جبان , وطلب مني الجواز وقال إيه ...اطلقي من أخويا همام , لكن أنا قلت له لا.. وهافضل ليك المدام علي طول الدوام, إلي أن يأتي النصر । بس كفاية علينا غياب لأن حياتي بصراحة من غيرك عذاب,.....ويشيل الحمام السلام وقلبه داب م البكا والهيام , وبعد شهور يعود الحمام علي جناحه رسالة من همام يقول فيها:
ز وجتي الحبيبة /بركسام... بعد التحية والسلام॥إنت بصراحة وحشتيني ,لكن هانعمل إيه مع الأيام ؟,عندي عتاب ليكى من زمان ....ليه ياحبيبتي ما اتجوزتيش أخويا عبد السلام ؟ إنسان أمير وحنين وكله رجولة وغرام أرجوكي إوعي تستنيني ,كان علي عيني أصلى إتجوزت عليكي بنت السلطان علام , بنت غلبانة وطيبة ,ومن يوم ماجيت بتعاملني هيه وأبوها أحسن معاملة وأبوها خلاني حاكم ولاية برمنجهام , والحياه مصالح شوفي مصلحتك واتجوزي عبد السلام وتمرالأعوام ...ويأتي العصر المملوكي والجواري والحريم , وحياة النعيم ,وشم النسيم..
ويسافر الأمير محمود ويترك حبيبته جهاد وهما لسه أطفال صغار ... وعلي ذراع كل واحد وشم سلطاني فكان بمثابة الرسالة المختومة بختم واحد , ولما دارت الأيام كبر محمود وكبرت جهاد ,وكانت بين وصيفات الملكة شجر الدر.. وفي إحدي الحفلات الملكية وقف محمود يتفرج ويملي عنيه بجمال الراقصات الفاتنات وبينما هو سرحان سمع من تنادي عليه محمود محمود ....بص ..لقي جهاد من غير معاد بتشمر ذراعها فوجد نفس الختم المرسوم علي دراعه فاتعرف عليه واخدها بين إديه ويتلم شمل الأحبة , وبعد ما اتجوز محمود جهاد , والزينة قامت والأعياد ...
بعد خمس سنوات اتجوز عليها وصيفتها وداد, فبعتت جهاد رسالة إلي محمود وقالت له:طلقها و إلا إللي هايسأل عنك هاقوله :مش موجود وادي دقني لو عشت يوم واحد تتغزل في عيونها السود.